قبل معرفة كيفية التعامل مع عصبية الطفل يجب معرفة أسباب هذه العصبية.
اسباب عصبية الطفل المفرطة:
عصبية الطفل المفرطة هي مسألة تؤرق العديد من الآباء والأمهات، وقد تنشأ هذه العصبية نتيجة لتداخل عدة عوامل تؤثر على نفسية الطفل وسلوكه. من المهم فهم الأسباب المحتملة لعصبية الطفل، كي يتمكن الآباء من اتخاذ خطوات فعّالة في مساعدته. وفيما يلي نستعرض بعض الأسباب الرئيسية التي قد تؤدي إلى عصبية مفرطة لدى الطفل:
1. التوتر والضغوط النفسية
قد يتعرض الطفل لضغوط نفسية في المدرسة أو المنزل، مثل مواجهة صعوبات في التعلم، أو الشعور بالتوتر حيال الواجبات المدرسية أو التعامل مع الأقران. الأطفال الصغار ليس لديهم القدرة على التعبير عن مشاعرهم بشكل واضح، لذا فإنهم قد يلجؤون إلى العصبية كوسيلة للتفريغ.
2. قلة النوم أو التعب
يؤثر قلة النوم بشكل كبير على مزاج الطفل. إذا لم يحصل الطفل على قسط كافٍ من النوم، فإن جسمه وعقله لن يكونا في حالة استعداد للتعامل مع التحديات اليومية، مما يجعله أكثر عرضة للعصبية والانفعال.
3. الجوع وسوء التغذية
يشعر الطفل بالجوع سريعاً، ويمكن أن يصبح عصبيًا إذا تأخر في تناول الطعام أو إذا كان طعامه غير متوازن. الغذاء الصحي والمتوازن يمد الجسم بالطاقة اللازمة، ويؤثر بشكل مباشر على سلوك الطفل وقدرته على التركيز والاستقرار العاطفي.
4. التقليد والتأثير البيئي
الأطفال يميلون إلى تقليد ما يرونه من حولهم، وخاصة من آبائهم وأمهاتهم. فإذا كان أحد أفراد الأسرة يتصرف بطريقة عصبية أو سريعة الانفعال، فإن الطفل قد يتعلم هذا السلوك ويصبح من الصعب عليه التحكم بعصبيته. البيئة المحيطة تلعب دوراً كبيراً في تكوين سلوك الطفل.
5. التغيرات الكبيرة في حياة الطفل
قد يواجه الطفل تغيرات تؤثر عليه بشكل عميق، مثل الانتقال إلى مدرسة جديدة، أو قدوم مولود جديد، أو حتى الطلاق بين الوالدين. هذه التغيرات تجعل الطفل يشعر بعدم الاستقرار، وقد ينتج عن ذلك حالة من التوتر والقلق، والتي قد تعبر عنها العصبية.
6. الحساسية الزائدة أو اضطرابات القلق
بعض الأطفال يتمتعون بطبيعة حساسة أكثر من غيرهم، ما يجعلهم يتأثرون بشكل أكبر بالمحيط الخارجي. كما أن بعض الأطفال يعانون من اضطرابات قلق يمكن أن تجعلهم يشعرون بالعصبية والضيق لأتفه الأسباب.
7. صعوبات في التواصل والتعبير
الأطفال الذين يجدون صعوبة في التعبير عن أنفسهم قد يشعرون بالإحباط، وخاصة إذا لم يكن لديهم كلمات كافية لوصف مشاعرهم. العصبية تصبح وسيلة بديلة للتعبير عن هذا الإحباط وعدم القدرة على التواصل.
8. استخدام الأجهزة الإلكترونية بكثرة
الاستخدام المفرط للأجهزة الإلكترونية، مثل الهواتف الذكية والألعاب الإلكترونية، يؤثر على مزاج الطفل وصبره. يمكن أن يؤدي الإفراط في استخدام هذه الأجهزة إلى تقلبات في المزاج، وقلة التركيز، والعصبية عند مقاطعة الطفل عن اللعب أو استخدام الأجهزة.
9. الغيرة والتنافس مع الأشقاء
يعاني بعض الأطفال من الغيرة من إخوتهم أو أشقائهم، خاصة إذا شعروا بأن الاهتمام يُوجه أكثر إلى غيرهم. هذا الشعور بالغيرة يؤدي إلى توتر داخلي، ويمكن أن يظهر هذا التوتر في شكل عصبية مفرطة.
كيفية التعامل مع عصبية الطفل
للتعامل مع هذه العصبية، ينبغي على الوالدين تحديد السبب الرئيسي والعمل على معالجته. يمكن تشجيع الطفل على التعبير عن مشاعره بطرق صحية، وتوفير بيئة هادئة ومستقرة، ومراقبة نمط نومه ونظامه الغذائي. من الضروري أيضًا تخصيص وقت للتفاعل واللعب مع الطفل، والتحدث إليه باستمرار لمعرفة ما يدور في ذهنه واحتياجاته العاطفية.
فهم الأسباب الكامنة وراء عصبية الطفل يساعد بشكل كبير في تجنب الكثير من المشكلات السلوكية، وتوجيه الطفل نحو طرق صحية للتعبير عن مشاعره
كيفية التحكم في عصبية الطفل:
التحكم في عصبية الطفل هو تحدٍ شائع يواجهه العديد من الآباء والأمهات، ويتطلب الصبر والفهم لاحتياجات الطفل النفسية. الأطفال يمكن أن يشعروا بالعصبية نتيجة لعدة أسباب منها التعب، الجوع، التوتر، أو حتى قلة التفاعل. إليك بعض الخطوات التي يمكن أن تساعد في التعامل مع عصبية الطفل:
التحدث بلطف وهدوء
يجب أن يكون الوالد أو الوالدة قدوة في كيفية التعامل مع الغضب. عند التحدث مع الطفل بهدوء ولطف، يتعلم الطفل الاستجابة بطريقة هادئة أيضًا. الابتعاد عن الصراخ أو التوبيخ يساعد الطفل على الشعور بالأمان والطمأنينة.
تعليم الطفل طرق التعبير عن مشاعره
غالبًا ما يكون السبب في عصبية الطفل عدم قدرته على التعبير عن مشاعره بشكل صحيح. من الجيد تعليم الطفل أن يقول "أنا غاضب" أو "أنا حزين" بدلاً من التعبير عن هذه المشاعر بالعصبية أو الصراخ.
استخدام أساليب التنفس والاسترخاء
يمكن تعليم الطفل تقنيات التنفس العميق أو تمارين الاسترخاء التي تساعد في تهدئته عندما يشعر بالعصبية. على سبيل المثال، يمكن تشجيعه على التنفس بعمق عدة مرات ليشعر بالهدوء.
التشجيع والثناء عند التحكم بالعصبية
عندما ينجح الطفل في التحكم في غضبه أو عصبيته، من الجيد أن يتم تشجيعه والثناء عليه. هذا يعزز لديه الشعور بالإنجاز ويدفعه للاستمرار في تحسين سلوكه.
توفير بيئة هادئة ومستقرة
الأطفال يحتاجون إلى بيئة مستقرة وهادئة للشعور بالأمان. الابتعاد عن النزاعات الأسرية أمام الطفل، ومحاولة توفير وقت للعب والتفاعل الإيجابي يساهمان في تقليل العصبية.
الاهتمام بالنظام الغذائي والنوم
من المهم التأكد من أن الطفل يحصل على نظام غذائي صحي ومتوازن، ونوم كافٍ. الجوع أو التعب يمكن أن يجعلان الطفل أكثر عرضة للعصبية.
إعطاء الطفل مساحة للتحرك والنشاط
النشاط البدني يساعد في تفريغ الطاقة الزائدة، ويعزز من حالة الطفل النفسية. يمكن تخصيص وقت للعب في الهواء الطلق أو ممارسة الرياضة.
بالتالي، التعامل مع عصبية الطفل يحتاج إلى مرونة، وتعاطف، واستخدام استراتيجيات هادفة لبناء مهارات الطفل في التحكم في مشاعره.