تُعدّ الحمى من أكثر الأعراض شيوعًا عند الأطفال، وتثير قلق العديد من الآباء والأمهات، خاصة عندما تكون درجات الحرارة مرتفعة. الحمى ليست مرضًا بحد ذاتها، بل هي استجابة الجسم الطبيعية لمكافحة العدوى أو الالتهابات. في هذا الموضوع، سنتناول أسباب الحمى عند الأطفال، وأهم الطرق المتبعة في علاجها.
✓أسباب الحمى عند الأطفال•
- العدوى الفيروسية: تعد العدوى الفيروسية من أكثر الأسباب شيوعًا لارتفاع درجة حرارة الأطفال، مثل نزلات البرد، والإنفلونزا، أو عدوى الجهاز التنفسي.
- العدوى البكتيرية: يمكن أن تسبب بعض البكتيريا الحمى، مثل التهاب الحلق البكتيري، التهاب المسالك البولية، أو التهاب الأذن الوسطى.
- التطعيمات: بعد تلقي بعض اللقاحات، قد ترتفع درجة حرارة الطفل كجزء من استجابة الجهاز المناعي.
- التهاب الجسم: في بعض الحالات، تؤدي التهابات أو مشكلات صحية، مثل التهابات المفاصل أو بعض الأمراض المناعية، إلى ارتفاع درجة الحرارة.
- التسنين: على الرغم من أن التسنين قد يرفع درجة الحرارة قليلًا، إلا أنه عادة لا يسبب حمى مرتفعة.
✓أعراض الحمى عند الأطفال•
- ارتفاع درجة الحرارة فوق 37.5 درجة مئوية.
- التعرق المفرط أو القشعريرة.
- فقدان الشهية.
- التعب والضعف العام.
- سرعة ضربات القلب والتنفس.
✓متى يجب القلق؟
على الرغم من أن الحمى غالبًا ما تكون حميدة، إلا أنه يجب استشارة الطبيب في الحالات التالية:
- إذا كان عمر الطفل أقل من 3 أشهر ودرجة حرارته مرتفعة.
- إذا استمرت الحمى لأكثر من 48 ساعة.
- إذا صاحب الحمى أعراض خطيرة مثل التشنجات، صعوبة في التنفس، أو طفح جلدي غير طبيعي.
✓طرق علاج الحمى عند الأطفال•
- استخدام الأدوية:
- يمكن إعطاء الطفل أدوية خافضة للحرارة مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين، ولكن يجب الالتزام بالجرعات الموصى بها وفقًا لعمر ووزن الطفل.
- لا يُنصح باستخدام الأسبرين للأطفال بسبب خطر الإصابة بمتلازمة راي، وهي حالة خطيرة.
- الراحة والتغذية:
- يجب أن يحصل الطفل على قسطٍ كافٍ من الراحة لتسريع عملية الشفاء.
- تأكد من أن الطفل يتناول كميات كافية من السوائل لمنع الجفاف، مثل الماء، العصائر الطبيعية، أو الحساء الدافئ.
- تقديم وجبات خفيفة ومغذية للحفاظ على الطاقة.
- التخفيف من الحمى بطرق غير دوائية:
- استخدام كمادات الماء الفاتر على الجبهة والمعصمين لتخفيف درجة الحرارة.
- تجنب استخدام الماء البارد أو الثلج، لأن ذلك قد يزيد من ارتجاف الطفل ويؤدي إلى ارتفاع الحرارة أكثر.
- يمكن تهوية الغرفة بشكل جيد والحفاظ على درجة حرارة معتدلة.
- الاستحمام بماء دافئ:
- يمكن الاستعانة بحمام دافئ (وليس باردًا) لتخفيض درجة حرارة الطفل بلطف. يجب مراقبة الطفل أثناء الاستحمام للتأكد من أنه مرتاح.
✓طرق الوقاية والتوعية•
- الحرص على النظافة الشخصية وغسل اليدين بشكل منتظم لتقليل فرص الإصابة بالعدوى.
- الالتزام بتطعيمات الطفل وفق جدول التطعيمات الموصى به من قبل الجهات الصحية.
- التوعية بضرورة مراقبة الأطفال والتصرف السريع عند ظهور علامات تستدعي القلق.
ختامًا، على الرغم من أن الحمى قد تكون مزعجة ومقلقة، إلا أنها غالبًا ما تكون مؤشرًا على أن الجسم يعمل لمكافحة العدوى. باتباع الإرشادات الطبية، يمكن التعامل مع الحمى بطريقة صحيحة وآمنة، ولكن يبقى التشاور مع الطبيب هو الخيار الأمثل في الحالات التي تتطلب تدخلاً متخصصًا.