تعد نزلات البرد من الأمراض الشائعة التي يتعرض لها الجميع تقريبًا، خاصةً في فصول الشتاء والخريف. وعلى الرغم من أنها لا تُعتبر خطيرة في معظم الحالات، إلا أنها قد تسبب إزعاجًا بسبب الأعراض مثل السعال، سيلان الأنف، والتهاب الحلق. لهذا، يعدّ تجنب نزلات البرد وتقوية المناعة للوقاية منها أمراً مهماً. في هذا الموضوع، سنتناول أفضل الطرق لتجنب نزلات البرد والعلاج الأمثل لها.
أولاً: طرق تجنب نزلات البرد
- غسل اليدين بانتظام: يعتبر غسل اليدين بانتظام من أهم الطرق للوقاية من نزلات البرد. حيث تنتقل الفيروسات من الأسطح الملوثة إلى الجسم عن طريق اليدين. لذا، ينصح بغسل اليدين بالماء والصابون لمدة 20 ثانية على الأقل، خاصة بعد لمس الأسطح العامة أو بعد السعال والعطس.
- تجنب لمس الوجه: قد ينتقل الفيروس إلى الجسم عن طريق العينين، الأنف، أو الفم. لذا، من الأفضل تجنب لمس هذه المناطق باليدين غير المغسولتين، خاصة في الأماكن العامة أو عند التواجد بالقرب من شخص مريض.
- الحصول على قسط كافٍ من النوم: النوم الكافي يعزز جهاز المناعة، مما يجعله أكثر قدرة على مواجهة الفيروسات والبكتيريا. يحتاج معظم البالغين إلى ما بين 7 إلى 8 ساعات من النوم يوميًا، بينما يحتاج الأطفال إلى فترات أطول.
- التغذية الصحية: التغذية السليمة تلعب دوراً كبيراً في تقوية المناعة. يُنصح بتناول أطعمة غنية بالفيتامينات والمعادن، وخاصة فيتامين C الموجود في البرتقال، والفراولة، والجوافة، والزنك الموجود في الأسماك والمكسرات، إذ تساهم هذه العناصر في تعزيز مقاومة الجسم للعدوى.
- شرب السوائل بانتظام: شرب كمية كافية من الماء يساعد في الحفاظ على رطوبة الجسم. السوائل الدافئة كالشاي الأخضر والأعشاب الطبيعية مثل الزنجبيل والنعناع تساعد على تقليل احتمالات الإصابة بالتهابات الحلق.
- ممارسة الرياضة بانتظام: تساعد التمارين الرياضية في تحسين الدورة الدموية وتقوية المناعة، مما يجعل الجسم أكثر مقاومة للفيروسات. ينصح بممارسة التمارين المعتدلة مثل المشي أو اليوغا لمدة 30 دقيقة يوميًا.
- التطعيم ضد الإنفلونزا: لقاح الإنفلونزا الموسمي يقلل من احتمالية الإصابة بالإنفلونزا، وبالتالي يقلل من فرص الإصابة بأعراض مشابهة لنزلات البرد.
- التقليل من التوتر: التوتر المستمر يمكن أن يضعف جهاز المناعة، مما يزيد من احتمالية الإصابة بنزلات البرد. لذا، ينصح بممارسة تقنيات الاسترخاء مثل التأمل والتنفس العميق، وأخذ فترات من الراحة خلال اليوم.
ثانياً: علاج نزلات البرد
في حال الإصابة بنزلة برد، يمكن اتخاذ بعض الإجراءات لتخفيف الأعراض وتسريع الشفاء:
- الراحة التامة: من المهم أخذ قسط من الراحة عندما تبدأ الأعراض بالظهور. يساعد ذلك في منح الجسم فرصة لمحاربة الفيروس والتعافي بشكل أسرع.
- شرب السوائل الدافئة: يُفضل شرب مشروبات دافئة مثل الشاي بالليمون، الحساء الساخن، والزنجبيل، حيث تساعد على تهدئة الحلق وتخفيف السعال والاحتقان.
- استخدام المسكنات عند الحاجة: يمكن تناول مسكنات الألم مثل الباراسيتامول أو الإيبوبروفين لتخفيف الحمى وآلام الجسم. ولكن يجب استشارة الطبيب قبل تناول أي دواء، خاصةً للأطفال.
- الغرغرة بالماء المالح: تساعد الغرغرة بالماء الدافئ والملح في تهدئة التهاب الحلق، حيث تعمل على قتل البكتيريا وتخفيف التهيج.
- استخدام أجهزة الترطيب: الهواء الجاف يزيد من تهيج الأنف والحلق، لذا يفضل استخدام جهاز ترطيب الهواء في الغرفة. كما يساعد البخار في فتح الممرات الأنفية وتخفيف الاحتقان.
- العسل لتخفيف السعال: يمكن تناول ملعقة صغيرة من العسل كعلاج طبيعي للسعال، خاصةً قبل النوم. يساعد العسل في تهدئة الحلق ويخفف من السعال المستمر.
- تناول فيتامينات ومعادن: يساهم تناول فيتامين C والزنك في تقليل مدة المرض عند الإصابة بنزلات البرد. يمكن الحصول عليهما من الأغذية الطبيعية أو من المكملات الغذائية بعد استشارة الطبيب.
- تجنب التدخين والأماكن الملوثة: التدخين والهواء الملوث يهيجان الشعب الهوائية ويزيدان من تهيج الحلق والأنف. يُفضل الابتعاد عن المدخنين والأماكن التي تحتوي على تلوث هوائي.
متى يجب زيارة الطبيب؟
غالباً ما تختفي نزلات البرد من تلقاء نفسها خلال أسبوع إلى 10 أيام، لكن هناك حالات تستدعي زيارة الطبيب مثل:
- استمرار الحمى لأكثر من 3 أيام.
- زيادة حدة الأعراض أو ظهور أعراض جديدة كضيق التنفس.
- الشعور بألم في الصدر أو الأذنين.
- إفرازات أنفية أو بلغم أصفر أو أخضر، مما قد يشير إلى عدوى بكتيرية.
الخاتمة
يعتبر تجنب نزلات البرد والعلاج المناسب لها جزءًا مهمًا من العناية بالصحة العامة، خاصة في فصول البرد. من خلال اتباع الإجراءات الوقائية، مثل غسل اليدين، النوم الكافي، والتغذية السليمة، يمكن تقليل احتمالات الإصابة. وإذا ظهرت الأعراض، يمكن اللجوء إلى العلاجات المنزلية البسيطة التي تساهم في تخفيف الأعراض وتعزيز عملية الشفاء.