بر الوالدين هو الإحسان إليهما بالقلب والقول والفعل، أي تقديم أحسن المشاعر وأحسن الكلام وأحسن الأفعال.فهو الواجب الذي ينبغي على كل شخص أن يمتثل له، ، وهما يستحقان منا كل الاحترام والتقدير. إن البر هو العمل الحسن والإحسان والإكرام للوالدين، وهو واجب ديني واجتماعي، ولا يمكن لأي شخص تحقيق السعادة والرضا إذا تجاهل هذا الواجب.
ويجب على الإنسان أن يبذل قصارى جهده ليكون براً بوالديه، سواء كان ذلك من خلال المساعدة في المنزل، أو الحفاظ على العلاقات الحسنة معهما، أو مساعدتهما في الأمور المالية أو الصحية، وعدم التحدث بكلمات جارحة أو إيذاء مشاعرهما. فهما مصدر الحب والرحمة، ويجب على الإنسان أن يكافئهما بالمحبة والتقدير. قال الله تعالى في سورة البقرة: {وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرائيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلَّا اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً} ,وقال تعالى في سورة الأحقاف: {وَوَصَّيْنَا الْإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَانًا حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهًا وَوَضَعَتْهُ كُرْهًا وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلَاثُونَ شَهْرًا حَتَّى إِذَا بَلَغَ أَشُدَّهُ وَبَلَغَ أَرْبَعِينَ سَنَةً قَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَصْلِحْ لِي فِي ذُرِّيَّتِي إِنِّي تُبْتُ إِلَيْكَ وَإِنِّي مِنْ الْمُسْلِمِينَ}.
إذن يجب على الإنسان الاهتمام بوالديه ورعايتهما، خاصةً في الأوقات الصعبة، مثل مرض أحدهما أو وفاته، وعليه أن يكون إلى جانبهما ويقدم لهما الدعم والمساندة. ، ويجب أن يتم التركيز على أن البر لا ينتهي بمجرد وفاء الوالدين أو بتحقيق ما يطلبونه فقط، بل يجب على الإنسان التفكير في طرق جديدة للعناية بهما ومساعدتهما. يمكن أن يكون ذلك من خلال الإهتمام بصحة ولياقة الوالدين، والتفكير في كيفية جعل حياتهما أسهل وأكثر راحة.
طرق بر الوالدين:
1- الإحسان إليهما: يجب علينا معاملة الوالدين بطريقة حسنة ورحيمة، وإظهار اللطف والمحبة لهما في كل الأوقات، وتجنب الكلمات الجارحة والإساءة لمشاعرهما.
2- تقديم المساعدة: يمكننا تقديم المساعدة للوالدين في أي وقت، سواء كان ذلك بالمساعدة في المنزل أو في الأمور المالية أو الصحية، ويجب أن نكون متاحين لهما في أي وقت يحتاجان فيه إلى مساعدة.
3- الإنفاق عليهما: يمكن للإنسان الإنفاق على والديه، وشراء الأشياء التي يحتاجون إليها، وتلبية احتياجاتهما، وعدم تركهما في حالة الحاجة.
4- الاهتمام بالصحة والعافية: يجب الاهتمام بصحة وعافية الوالدين، والتأكد من تناولهما الأدوية والفيتامينات المطلوبة، وتوفير الرعاية اللازمة في حالات المرض.
5- التواصل معهما: يجب علينا الحفاظ على التواصل المستمر مع الوالدين، سواء كان ذلك عن طريق الاتصال الهاتفي أو الزيارات المنتظمة، والاهتمام بما يحدث لهما في حياتهما اليومية.
6- تلبية رغباتهما: يجب النظر إلى رغبات الوالدين، وتلبية مطالبهما وتسهيل أمورهما قدر المستطاع.
7-الدعاء لهما: يجب أن ندعو للوالدين بالصحة والعافية، وأن يحفظهما الله ويجعل حياتهما سعيدة ومرضية
مخاطر عقوق الوالدين:
- لا يَسلَمُ عاقّ الوالدين من انتزاع البركة من عمره وحياته.
- قلّة الرزق، وعدم استجابة دعائه، وحرمانه من رفع أعماله إلى السماء، وهو مخلوف بعقوق أبنائه وذريّته من بعد عقوقه لوالديه.
- سببٌ من أسباب غضب الله، والطرد من رحمته، ففي الحديث عن أبي هريرة -رضي الله عنه- أنّ النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (لعن اللهُ من عقَّ والديهِ).
- سببٌ من أسباب الشقاء في الآخرة، والحرمان من دخول الجنّة، ففي حديث ابن عمر -رضي الله عنهما- عن النبيّ -صلّى الله عليه وسلّم- قال: (ثلاثةٌ لا ينظرُ اللَّهُ عزَّ وجلَّ إليهم يومَ القيامةِ ؛ العاقُّ لوالِدَيهِ، والمرأةُ المترجِّلةُ، والدَّيُّوثُ، وثلاثةٌ لا يدخُلونَ الجنَّةَ: العاقُّ لوالِدَيهِ، والمدمِنُ على الخمرِ، والمنَّانُ بما أعطى)
- لا يتقبل الله أعمال العاق بوالديه.
- لايسهل عليه نطق الشهادتين.
- يشعر دائما بعدم الراحة .
وفي النهاية، يجب علينا أن نتذكر دائمًا أن رضا الوالدين هو رضا الله، وأن الاهتمام بالوالدين هو واجب ديني واجتماعي، وأن تحقيق رضاهما هو من الأمور الأساسية التي تساعدنا على تحقيق السعادة في الحياة.
